يُحكي أنهُ كان يُوجدُ رجلٌ فقيرٌ يرعى أمهُ و زوجتهُ و ذريتهُ ..
كان الرجلُ يعملُ خادماً لدى أحدهم ، وكان مُخلصاً في عمله ويُؤديه
على أكملِ وجهٍ ، إلا أنه ذات يوم تغيب عن العمل !
فقال سيدُهُ في نفسه :
لابُد أن أُعطيه ديناراً زيادةً علي أجره حتى لا يتغيب عن العمل مُجدداً فبالتأكيد لم يغبْ إلا طمعاً في زيادةِ راتبه لانهُ يعلمُ حاجتى الماسة إليه في العمل ..
وبالفعل حين حضر في اليومِ الثاني أعطاهُ راتبهُ و زاد عليه ديناراً ..
لم يتكلمْ العاملُ ولم يسأل سيده عن سبب الزيادة ..
وبعد فترة غاب العاملُ مرةً أُخرى !!
فغضب سيدُهُ غضباً شديداً وقال : " سأُنقص الدينار الذي زدتُه "
فأنقصه من راتبِ العاملِ ولمْ يتكلمْ العاملُ و لمْ يسألْهُ مُجدداً عنْ نُقصانِ راتبه !!
فأستغرب الرجلُ مِنْ ردة فعلِ الخادمِ ، وسألهُ :
زدتُك فلمْ تسألْ لم ؟! ، و أنقصتُك فلمْ تسألْ لم ؟!!
فقال العاملُ : عندما غبتُ عنْ العملِ في المرة الأولى رزقني اللهُ مولُوداً ، فحين كافأتني بالزيادة ، قُلتُ هذا رزقُ مولُودي قد جاء معهُ فرضيتُ بقضاءِ الله ..
وحين غبتُ في المرة الثانية ماتت أُمي ، عندها نقُص راتبي فرضيتُ بقضاء الله ، وقلتُ هذا رزقُها قد ذهب بذِهابها .
ما أجملْ تلك الأرواحُ التي تقتنعُ وترضي بقضاء الله وقدره وتنسبُ الفضل لله ، وما أجمل أيضاً الارواحُ التي تُقدمُ العُذر لمنْ أساء .