يصير كرم جسدي خمراً
أنا إن شكوت وإن عذرت
فإن حبيبي يضع القطن في أذنه .
وكل جفاء يقوم به يصل إليه
وكل جفاء يقوم به أتحمله .
فلو أنه اعتبرني عدماً
فإنني أعتبر جوره كرماً .
والألم في سبيله دواءٌ لألمي
فلماذا لا أجعل قلبي وديعة لألمه .
وعزتي وحرمتي إنما تتمان
عندما يجعلني عشقه العزيز ذليلاً .
ويصير كرم جسدي خمراً
عندما يدقني العصّار بقدمه .
فأسلم الروح تحت الركل كالكرم
حتى تصبح أسراري صانعة للطرب .
وبالرغم من أن العنب يبكي دائماً دما
بحيث أتضايق أنا من هذا الجور والجفاء
فإن ما يقوم بركله يضع القطن في أذنه
أي أنني ـ جهل ـ لا أقوم بالعصر .
وإن أنكرت أنت فأنت معذورٌ
لكنني أنا الخبير فسل خبيرا .
وعندما تفهم سعيي وقيمة قدمي
فأنت ــ آنذاك ــ تقوم بشكري كثيرا .
من ديوان شمس تبريز