يحكى أن كان في قديم الزمان رجل قد أظل السبيل و تاه في خلاء غير بعيد، فأتاه الشيطان الرجيم و قال له؛ إني أراك تائها يا بني آدم فهل أدلك على خير وأريك الطريق ، ضحك الرجل في نفسه و قال، أشيطان يدل علي خير، أشيطان يري الطريق هذا أمر عجيب، تردد الرجل ثم تردد و قال لا ثم لا، لكن الشيطان الح عليه و زين له الطريق و أقسم له ثم اقسم له ثم اقسم له أنه سيقوده إلى سواء السبيل و أنه سيوصله إلى بر الأمان فما كان على الرجل إلا أن قال نعم عوضا عن لا، فتبعه تبع الأعمى و هو على علم بأن من يقوده شيطان، فما هي إلا هنيهة حتى بدت له علامات الخذعة التى اوقعه الشيطان فيها فقرر العودة لكن الشيطان الرجيم كان يلح عليه و يقسم له أنه سيوصله بأمان و خير و كان الرجل يقول له وهو في شك منه مريب و الله ما هذا الطريق الذي زينت لي و ما هذا الخير الذي وعدتني و إنك إلى الهلاك تقودني، فأقسم له الشيطان إنه صادق معه و طلب منه يزيح الشكوك من رأسه و ظلا هكذا يتناقشان و يتحاوران؛ الرجل يتظرع و يقول ما هذه طريق النجاة و الشيطان الرجيم يقسم بالله ثلاثا و يقول اتبعني فإني لك من الناصحين، و كلما ابتعد ازداد شك الرجل أنه وقع فريسة للشيطان و أنه دله بغرور لكنه ظل يتبعه في ظلمة حالكة حتى وقع في جب عميق بدون أن يشعر فتكسرت عظامه و سقى الأرض دما؛ فنظر له الشيطان وهو يضحك منه ساخرا؛ ألم يقل لك ربك لا تتبع خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين،، أجاب الرجل بلى؛ ثم قال ألم يقل لك ربك أن الشيطان أقسم انه سيدخلك جهنم إن استطاع،،، أجاب الرجل بلى؛ ثم قال ؛ ألم يدل ابوك آدم 'و أمك حواء بغرور و أخرجهما من الجنة،، قال الرجل بلى؛ قال الشيطان ساخرا إذن لماذا تبعتني يابن آدم فلا تلومني و لا تلم إلا نفسك فإني برئ منك فما كان علي إلا أن دعوتك فاستجبت لي؛ فما كان على الرجل إلا أن قال؛ ربي اني ظلمت نفسي فإن لم تغفر لي فأني اكون من الخاسرين فاستجاب له ربه و أخرجه من الجب فإنه هو الغفور الرحيم،،،،،، فأيقن الرجل حينها أن أخطر جنود إبليس الإنس و أنه سيحذر منه قدر استطاعته '' و عاد من حيث أتى وهو يضمد جروحه و يكفف دماءه حتى وصل إلى بر الأمان